بحـث
المواضيع الأخيرة
لماذا ينحرف ابناءنا
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لماذا ينحرف ابناءنا
(الولد دا.. أنا ما مرتاحة ليهو)..
أطلقتها تلك الأم وهي تضع أصبعها على خدها في حيرة.. بينما راح يتطلع إليها طفلها الصغير الذي لم يتعد العشر سنوات في إهتمام.. دقائق معدودة مرت حتى انتفضت الام في سرعة وهي تستمع لضجيج وصراخ أمام بوابة المنزل.. لتلتقط ثوبها بأصابع مرتجفة وتخرج لاستجلاء الأمر.. وما أن قامت بادارة رتاج الباب حتى إصطدمت بابنها الاكبر وهو محمولاً على كتف صديق له.. لتطلق صرخة مكتومة.. قبل أن يلقي ذلك الصديق بجسد ابنها ويفر هارباً..
دقائق أخرى مرت عليها وهي تتسمر أمام جسد ابنها الملقى على الأرض.. ولم تفق إلا على صوت جارها الذي راح يتفحص جسد الابن قبل أن يقول في سرعة: (ما تخافي يا خالة.. جات سليمة)..
لتكتشف فيما بعد أن ابنها الذي كانت تعول عليه كثيراً في قيادة سفينة الأسرة لبر الأمان بعد هجران والده للمنزل.. كان «مخموراًِ» لدرجة لم يستطع السير معها.. ما حدا بأحد أصدقائه حمله للمنزل..
هذه القصة.. وقصص أخرى.. تتناقلها المجالس والمجتمعات السودانية في شيء من الهمس.. الذي صار اليوم جهراً.. وكل يوم جديد يشهد إنحراف أحد الأبناء وتحليقه لخارج سرب الأسرة المحافظة..وإنغماسه في ملذات الحياة وكبائر المحارم..
أبناؤنا.. لماذا ينحرفون؟؟ سؤال أطلقناه وتمنينا أن نجد له أجابة صادقة في زمن اختلطت فيه المعاني الجميلة بمزريات الواقع المرير.. الذي يجندل في كل لحظة أملاً مشرقاً لهذه البلاد..
(الياس فتح الرحمن) الاستاذ والمحاضر بإحدى كليات التربية أكد أن للأسرة دوراً جوهرياً تلعبه في تقنين سلوك الأبناء.. ودفعهم نحو الطريق القويم.. وقال بأنه يرفض تماماً فكرة إنحراف الابن بسبب ضيق ذات اليد أو الفقر.. وأضاف أنه مجرد (شماعة) يعلق عليها الابناء (المنحرفون) سواد أعمالهم.. والدليل على ذلك أن هناك الكثير من النماذج في المجتمع التي تنير للآخرين الطريق خرجت من رحم الفقر والمعاناة.. ولم تتأثر بالواقع المادي الذي كانت تعيش بداخله..
أما (عمر الامين) رب أسرة.. وأب لثلاثة أبناء فقد أكد على حقيقة المشكلة.. وأضاف أن هناك كثيراً من المتغيرات المجتمعية قد تسللت إلى داخل المجتمع السوداني وأفقدته الكثير من بريقه.. وقال : (شخصياً لدى تجربة حقيقية مع أحد أبنائي وهو الأوسط.. الذي كان يدمن على السهر حتى ساعات الصباح الأولى.. مما دفعني لمراقبته قبل انضمامه لشلة سيئة السمعة.. والتحدث معه عبر طرق عديدة.. حتى استطاع فهم ما أعنيه.. ليعود إلى طريقه السابق ويترك السهر نهائيا.. وأكد أن متابعة الأسرة للمتغيرات التي تطرأ على الأبناء.. تسهم بشكل كبير قبل الوقوع في المحظور..
(فتحي) الموظف بإحدى الهيئات الحكومية.. أبدى دهشته من الإنحلال الواضح الذي تشهده الأسرة السودانية والمفاهيم الخاطئة التي ترعاها بحجة «التطور».. وقال إن المجتمع السوداني صار يتقبل كل الثقافات السيئة ويترجمها للواقع عبر أبناء «منحرفين»..
(الطلاق هو السبب)..
بهذه العبارة المقتضبة عبرت السيدة (ن.و) عن حقيقة المشكلة.. وأضافت أن هجران الاب للأسرة وتركه للأم مسؤولية الابناء هي أبرز الاسباب التي تجعل الابن (بالتحديد) ينحرف ويسقط في إمتحان المسؤولية.. واصفة دور الاب بالجوهري والمهم جداً لضبط إيقاع الأسرة السودانية المتسارع..
وتتفق «بثينة» الناشطة في مجال العمل الطوعي مع الرأي السابق. وتضيف أن ابتعاد الأسرة السودانية عن مراقبة ومتابعة سلوك الأبناء أيضاً يقود إلى ذلك الإنحراف..
ويؤكد عدد من المهتمين بعلم الإجتماع السوداني أن للمجتمع أيضاً دوراً بارزاً في تشكيل سلوك الأبناء وذلك بالاسهام في تفتيت الرتق النسيجي المجتمعي بإدخاله لكثير من المعاملات الخاطئة التي لا تشبه المجتمع السوداني وهي دخيلة عليه.. كما شددوا على تكثيف الجرعات التوعوية للأبناء.. وتحذيرهم من المخاطر التي تحيق بهم خصوصاً في فترة المراهقة.. كما أمنوا على الدور الذي تلعبه الأسرة السودانية التي ظلت تحارب في صمت تلك الظواهر..
وهذا ما أكد عليه الباحث الإجتماعي (محمد الخليل أحمد) الذي يؤكد أن المسؤولية تضامنية وتشمل المجتمع والأسرة وحتى المدرسة.. وأضاف: أن هناك أسباباً عديدة تدفع بالأبناء لحافة الانهيار في مقدمتها ضعف الوازع الديني والمشاكل الاجتماعية.. وهجران الزوج.. والتقبل الخاطيء للثقافات الوافدة.. وقال إن المجتمع السوداني اليوم ممتحن في المحافظة على نسيجه المتماسك.. من التأثيرات الخارجية: موصياً بالتمسك بتعاليم الإسلام التي قال انها تمثل «وقاية» من خطر الإنحراف الذي ظل يلتهم في كل يوم شاباً جديداً.. ويلتهم معه بذرة أمل لغد مشرق معافى.. ونهضة ملموسة تستفيد منها البلاد في المقام الأول..
لخص الكثيرون الأسباب الحقيقية لإنحراف الابناء وتبقى فقط المعالجة السليمة لها.. والتركيز على قضاياهم ومشاكلهم وإحتوائها قبل أن تتفاقم الأزمة وتصبح خطراً يهدد مستقبل الأبناء.. ثم البلاد.. التي تنتظر منهم الكثير.. فهلا عملت الأسر السودانية على تخصيص ولو القليل من الاهتمام لأبنائها ومتابعتهم في كل خطوة.. فالرهق الذي يمكن أن يصيبها خلال ذلك.. خير من الكارثة والعار الذي يمكن ان يحدث ويصبح وصمة في تاريخ أسرة سودانية (كانت محافظة)..
أطلقتها تلك الأم وهي تضع أصبعها على خدها في حيرة.. بينما راح يتطلع إليها طفلها الصغير الذي لم يتعد العشر سنوات في إهتمام.. دقائق معدودة مرت حتى انتفضت الام في سرعة وهي تستمع لضجيج وصراخ أمام بوابة المنزل.. لتلتقط ثوبها بأصابع مرتجفة وتخرج لاستجلاء الأمر.. وما أن قامت بادارة رتاج الباب حتى إصطدمت بابنها الاكبر وهو محمولاً على كتف صديق له.. لتطلق صرخة مكتومة.. قبل أن يلقي ذلك الصديق بجسد ابنها ويفر هارباً..
دقائق أخرى مرت عليها وهي تتسمر أمام جسد ابنها الملقى على الأرض.. ولم تفق إلا على صوت جارها الذي راح يتفحص جسد الابن قبل أن يقول في سرعة: (ما تخافي يا خالة.. جات سليمة)..
لتكتشف فيما بعد أن ابنها الذي كانت تعول عليه كثيراً في قيادة سفينة الأسرة لبر الأمان بعد هجران والده للمنزل.. كان «مخموراًِ» لدرجة لم يستطع السير معها.. ما حدا بأحد أصدقائه حمله للمنزل..
هذه القصة.. وقصص أخرى.. تتناقلها المجالس والمجتمعات السودانية في شيء من الهمس.. الذي صار اليوم جهراً.. وكل يوم جديد يشهد إنحراف أحد الأبناء وتحليقه لخارج سرب الأسرة المحافظة..وإنغماسه في ملذات الحياة وكبائر المحارم..
أبناؤنا.. لماذا ينحرفون؟؟ سؤال أطلقناه وتمنينا أن نجد له أجابة صادقة في زمن اختلطت فيه المعاني الجميلة بمزريات الواقع المرير.. الذي يجندل في كل لحظة أملاً مشرقاً لهذه البلاد..
(الياس فتح الرحمن) الاستاذ والمحاضر بإحدى كليات التربية أكد أن للأسرة دوراً جوهرياً تلعبه في تقنين سلوك الأبناء.. ودفعهم نحو الطريق القويم.. وقال بأنه يرفض تماماً فكرة إنحراف الابن بسبب ضيق ذات اليد أو الفقر.. وأضاف أنه مجرد (شماعة) يعلق عليها الابناء (المنحرفون) سواد أعمالهم.. والدليل على ذلك أن هناك الكثير من النماذج في المجتمع التي تنير للآخرين الطريق خرجت من رحم الفقر والمعاناة.. ولم تتأثر بالواقع المادي الذي كانت تعيش بداخله..
أما (عمر الامين) رب أسرة.. وأب لثلاثة أبناء فقد أكد على حقيقة المشكلة.. وأضاف أن هناك كثيراً من المتغيرات المجتمعية قد تسللت إلى داخل المجتمع السوداني وأفقدته الكثير من بريقه.. وقال : (شخصياً لدى تجربة حقيقية مع أحد أبنائي وهو الأوسط.. الذي كان يدمن على السهر حتى ساعات الصباح الأولى.. مما دفعني لمراقبته قبل انضمامه لشلة سيئة السمعة.. والتحدث معه عبر طرق عديدة.. حتى استطاع فهم ما أعنيه.. ليعود إلى طريقه السابق ويترك السهر نهائيا.. وأكد أن متابعة الأسرة للمتغيرات التي تطرأ على الأبناء.. تسهم بشكل كبير قبل الوقوع في المحظور..
(فتحي) الموظف بإحدى الهيئات الحكومية.. أبدى دهشته من الإنحلال الواضح الذي تشهده الأسرة السودانية والمفاهيم الخاطئة التي ترعاها بحجة «التطور».. وقال إن المجتمع السوداني صار يتقبل كل الثقافات السيئة ويترجمها للواقع عبر أبناء «منحرفين»..
(الطلاق هو السبب)..
بهذه العبارة المقتضبة عبرت السيدة (ن.و) عن حقيقة المشكلة.. وأضافت أن هجران الاب للأسرة وتركه للأم مسؤولية الابناء هي أبرز الاسباب التي تجعل الابن (بالتحديد) ينحرف ويسقط في إمتحان المسؤولية.. واصفة دور الاب بالجوهري والمهم جداً لضبط إيقاع الأسرة السودانية المتسارع..
وتتفق «بثينة» الناشطة في مجال العمل الطوعي مع الرأي السابق. وتضيف أن ابتعاد الأسرة السودانية عن مراقبة ومتابعة سلوك الأبناء أيضاً يقود إلى ذلك الإنحراف..
ويؤكد عدد من المهتمين بعلم الإجتماع السوداني أن للمجتمع أيضاً دوراً بارزاً في تشكيل سلوك الأبناء وذلك بالاسهام في تفتيت الرتق النسيجي المجتمعي بإدخاله لكثير من المعاملات الخاطئة التي لا تشبه المجتمع السوداني وهي دخيلة عليه.. كما شددوا على تكثيف الجرعات التوعوية للأبناء.. وتحذيرهم من المخاطر التي تحيق بهم خصوصاً في فترة المراهقة.. كما أمنوا على الدور الذي تلعبه الأسرة السودانية التي ظلت تحارب في صمت تلك الظواهر..
وهذا ما أكد عليه الباحث الإجتماعي (محمد الخليل أحمد) الذي يؤكد أن المسؤولية تضامنية وتشمل المجتمع والأسرة وحتى المدرسة.. وأضاف: أن هناك أسباباً عديدة تدفع بالأبناء لحافة الانهيار في مقدمتها ضعف الوازع الديني والمشاكل الاجتماعية.. وهجران الزوج.. والتقبل الخاطيء للثقافات الوافدة.. وقال إن المجتمع السوداني اليوم ممتحن في المحافظة على نسيجه المتماسك.. من التأثيرات الخارجية: موصياً بالتمسك بتعاليم الإسلام التي قال انها تمثل «وقاية» من خطر الإنحراف الذي ظل يلتهم في كل يوم شاباً جديداً.. ويلتهم معه بذرة أمل لغد مشرق معافى.. ونهضة ملموسة تستفيد منها البلاد في المقام الأول..
لخص الكثيرون الأسباب الحقيقية لإنحراف الابناء وتبقى فقط المعالجة السليمة لها.. والتركيز على قضاياهم ومشاكلهم وإحتوائها قبل أن تتفاقم الأزمة وتصبح خطراً يهدد مستقبل الأبناء.. ثم البلاد.. التي تنتظر منهم الكثير.. فهلا عملت الأسر السودانية على تخصيص ولو القليل من الاهتمام لأبنائها ومتابعتهم في كل خطوة.. فالرهق الذي يمكن أن يصيبها خلال ذلك.. خير من الكارثة والعار الذي يمكن ان يحدث ويصبح وصمة في تاريخ أسرة سودانية (كانت محافظة)..
دوكه- عضوء
- عدد المساهمات : 43
نقاط : 10503
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
مشاكس- عضوء
- عدد المساهمات : 78
نقاط : 10567
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت يناير 18, 2014 11:30 pm من طرف المدير العام
» السلام عليكم اريد معرفة نسب (درباح) لأن له عرق في الشكرية
الثلاثاء نوفمبر 22, 2011 1:26 pm من طرف فيصل درباح
» خلف قضبان الحيرة
الخميس سبتمبر 15, 2011 11:27 am من طرف doha
» عرض مغري جدًا
الأربعاء أغسطس 03, 2011 9:51 pm من طرف طفولة
» إستمتع بالمجان أثناء زيارتك لبيت الله الحرام
السبت يوليو 30, 2011 9:16 am من طرف طفولة
» العربي والزيتونة محمد موسي mp3...........
الأربعاء يوليو 27, 2011 6:50 pm من طرف الفادني
» بالدارجي...................
الأربعاء يوليو 27, 2011 1:36 pm من طرف ابوخليل
» لكل العملاء الجدد
الإثنين يوليو 25, 2011 2:35 pm من طرف طفولة
» القران الكريم كاملا بصوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد...( mp3 )
الجمعة يوليو 22, 2011 4:59 pm من طرف المدير العام