ام جركم مابتأكل خريفين

من طرف دوكه الجمعة يناير 08, 2010 10:48 pm

مع مشقة الجمع بين الوظيفة ومتطلبات الأمومة، نجد أن الأم العاملة لا تستطيع أن تخرج للعمل دون أن تأمن من يقوم برعاية صغارها، وذلك بعد إنتفاضة حبوبات الألفية الثالثة، ورفضهن رعاية أطفال بناتهن بحجة أن (أم جركم ما بتاكل خريفين)، وأنهن قد قمن بتربية ابنائهن على أكمل وجه، وبالتالي فمن حقهن أن ينعمن بشيخوخة هادئة بعيدا عن صخب العيال ..
الملاحظ أن غياب الأم العاملة معظم ساعات النهار يجعلها تشعر بتأنيب الضمير، فتسعى لتعويض أطفالها عن هذا الغياب بالمزيد من العناية والحنان .. لذلك نلاحظ أن أطفال النساء العاملات أكثر نظافة وتأدبا وأشد حساسية ووعيا من أطفال ربات المنازل، ربما لتنامي شعورهم بالمسئولية في غياب الأم ..
أما ربات البيوت (ولا نجمع فلكل قاعدة شواذ)، فنجد فيهن من تنشغل بهايفة الونسة بالموبايل ونومة الضحى أو حوامة الحلة .. أمسكني يا بيت وفكّني يا بيت كصاحبتنا بالأمس ..
كذلك نجد أن هناك البعض من الأمهات يتميزن بـ (ميتة) قلب، فيتركن عيالهن يلعبون في الشارع أو في بيوت الجيران لساعات وساعات دون ان يتفقدوهم، أو يحاولن معرفة مكان وجودهم وهل هم عطاشى أم جياع أم نهشتهم ذئاب الدروب !!
- خرجنا مع العيال قبل بضعة أيام لإحدى الحدائق وحملنا معنا من ضمن ما نحمل حافظة مياه باردة، وما أن حططنا رحالنا على البساط حتى هاجمنا سرب من الأطفال لا يتجاوز أكبرهم سن العاشرة .. سألونا وهم يشيرون لحافظة المياه:
ممكن نشرب موية ؟ فقلنا لهم مرحب ..
حقيقة مشهد يدعو للحزن مجموعة من الصغار يغطيهم التراب، ويتصببون عرقا حتى لتخالهم قد أخذوا دشا بكامل ثيابهم .. اندفع أحدهم وحمل الكوز وظل يعب الماء بشراهة، حتى خفت عليه أن (تنشرط) بطنه لكثرة ما شرب، ولم يردعه عن (زلعته) سوى تصايح زملائه طلبا لدورهم في الشراب .. بعد أن نسفوا الحافظة ولحسوا الكوز في ثواني سألتهم في إشفاق:
انتوا جيتوا الحديقة براكم .. مافي زول كبير جا معاكم ؟
أجابوني للتخارج بأن معهم (زول كبير) ولكنهم نسوا أن يحضروا معهم ماء !!
معاناة الكثير من العيال من (الهملة) يحدث بسبب انكماش دور الحبوبة الحنونة، التي تعوض عن التقصير وتسد فرقة ابنتها المجابدة مع العمل وظروف الحياة الصعبة ..
- تعودت (سامية) المرور على بيت أسرتها يوميا قبل ذهابها للعمل، لتترك صغيرتها (هبة) ذات الثلاث سنوات في رعاية جدتها .. وكانت الصغيرة تعاني من الوحشة طول ساعات النهار التي تقضيها وحيدة لخلو البيت من أهله الذين يغادرون لأعمالهم وجامعاتهم، فلا تجد الصغيرة وسيلة تسلية سوى ملاعبة نفسها في برندة جدتها المنشغلة عنها بخدمة المطبخ أو بالونسة مع جاراتها عندما يجتمعن عندها في الظهرية لتناول (جبنة الضحى) .. لم يكن نصيبها من إنتباه الحبوبة سوى بضع نهرات بين الوقت والآخر:
ادلي يا بت بتقعي من الشباك ده .. روقي يا شافعة !
خرجت للحوش لتلاعب (جدادة حبوبة) وسواسيوها الصغار .. حملت خمشة من صينية العيش الناشف المشرور، وهرستها بيدها الصغيرة وبدأت في نثر الفتافيت أمام الجداد، ثم جلست في سعادة تراقب اندفاعهم لالتقاط الفتافيت من الأرض .. واصلت الجدادة مسيرها ودخلت للبرنده وفجأة هبت نسمة هواء قوية دفعت الباب واغلقته فحبست صغارها في الخارج .. بدأ الصغار بـ (الصوصوة) إفتقادا لأمهم الحبيسة داخل البرنده، فإقتربت منهم (هبة) وقالت لهم في حنان زول واعي وقلبو كبير:
أمكم مشت خلتكم؟ معليش ما تخافوا .. تعالوا ألعبوا معاي عشان أمي وأمكم مشوا الشغل وخلونا برانا !!

من طرف **المدير العام** السبت يناير 09, 2010 1:35 am

من طرف **اعتذار** الثلاثاء يناير 12, 2010 1:40 am

ام جركم مابتأكل خريفين

ام جركم مابتأكل خريفين

........................

رد: ام جركم مابتأكل خريفين